المجتمع المدني في مواجهة أزمة كورونا

من Hicham FADILI

إجتماعي

يشهد المغرب كما في باقي دول العالم ظروفا استثنائية تتمثل في وباء "كورونا" حسب ما تناولته منظمة الصحة العالمية، مما يستوجب تظافر الجهود بين كل مكونات المجتمع سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات، وبالنظر إلى وقع الجائحة التي أرخت بظلالها على المغرب منذ مارس الماضي، فالمجهود الوطني في محاربتها على المستوى الاجتماعي لم يكن ليعطي ثماره لولا المساهمة الفعالة والانخراط اللامشروط لفعاليات المجتمع المدني بجميع أطيافه.

الجمعيات وتأطير العمل الخيري والتطوعي:

كما في أغلب الأزمات والظروف الاستثنائية، يسعى المواطن بشكل مقدام وجسور لمد يد العون والمساعدة ترسيخا منه لمبدأ المواطنة وما يقتضيه واجب التكافل في ظروف مماثلة. إلا أن غياب التنظيم والتنسيق قد يجلب نتائج عكسية ويعكر الوضع بدلا من أن يحسنه، في هذا السياق بالذات يكمن دور جمعيات المجتمع المدني، فهي تعتبر الحاضن والمؤطر لهذه الطاقات والأفكار بالعمل على تكييفها مع ما يتطلبه حل الأزمة وبالتنسيق مع السلطات المختصة وفق ما يقتضيه القانون نظرا للتجربة والخبرة التي تتمتع بها.

عمق انتشار الجمعيات في المجتمع:

تعتبر جمعيات المجتمع المدني جسر وصل بين الدولة والمواطنين، نظرا لقربها منهم وعمق انتشارها بينهم، الأمر الذي يجعل إشراكها في المجهود الوطني لمحاربة الجائحة ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، حيث تستطيع الجمعيات من خلال تعبئة مواردها البشرية والإمكانيات التي تتوفر عليها، أن تصل بسرعة أكبر إلى المواطن وتعمل على توعيته وتحسيسه بالخطر بفضل عملها اليومي والميداني مع المواطنين سواء في المجال القروي أو الحضري.

إن جمعيات المجتمع المدني قد أبانت عن نضج ومسؤولية كبيرين خلال هذه الأزمة، وهو الأمر الذي لقي إعجابا من جلالة الملك في خطاب العرش الأخير، حيث عبر عن إشادته بروح التضامن والمسؤولية التي تعامل بها المواطنون والمواطنات، سواء على المستوى الفردي، أو ضمن مبادرات لفعاليات المجتمع المدني، خلال فترة الحجر الصحي.